لم ولن تتوقف المقارنات بين الأندية وبين المنتخبات وبين اللاعبين.. وأسوأ ما في تلك المقارنات عدم الوضع في الاعتبار فروق الزمن، وفروق الظروف، وفروق كرة القدم ذاتها، ولذلك لا يمكن المقارنة بين فريق ريال مدريد في الخمسينيات من القرن الماضي وبين ريال مدريد في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. 
فالفريق «الملكي» الذي احتكر كأس أوروبا خمس مرات في بدايتها كان يضم بين صفوفه دى ستيفانو وبوشكاش وخنتو، وديل سول، وسانتا ماريا وغيرهم من أصحاب المهارات والمبدعين في زمنهم، بينما ريال مدريد في مطلع القرن الحادي والعشرين ضم بين صفوفه كريستيانو رونالدو وبنزيمة، وراموس، وكروس ومودريتش، وغيرهم أيضاً من أصحاب المهارات التي تتوافق مع تطور كرة القدم.
كذلك لا وجه للمقارنة بين منتخب البرازيل 1970 وبين منتخب هولندا 1974، ولا بين فريق الأهلي المصري في الخمسينيات وبطل الدوري 9 مرات وبين فريق الأهلي في السبعينيات بطل الدوري سبع مرات. ولا يمكن المقارنة بميزان من الدقة بين جيل فريق العين فى موسم 1999 - 2000، وبين جيل فريق العين فى موسم 2017 - 2018.
يمكن وضع مئات المعادلات المماثلة.. وقد اضطررت إلى الإطالة، للتعليق على ما جاء في جريدة «ميرور» البريطانية على لسان يايا توريه وهو يقارن بين جيل ميسي وتيري هينري وصمويل إيتو وإنيستا وبوسكيتس وتشافي وبين جيل مانشستر سيتي بطل أوروبا والدوري الإنجليزي، وكلاهما تحت قيادة مدرب واحد وهو بيب جوارديولا.
ففي العقد الأول من هذا القرن، اختير برشلونة كأفضل فرق هذا العقد، لما يقدمه من عروض فنية متميزة ومتفوقه على أقرانه، وأعتقد أن أمام مانشستر سيتي فرصة كبيرة ليتوج الفريق الأفضل في العقد الثالث من هذا القرن، إلا أن المقارنة أيضاً ليست دقيقة لاختلاف درجة صعوبة كرة القدم في عشرينيات القرن عن صعوبتها في بدايات القرن.
حسماً يمكن القول، إن برشلونة قدم أفضل كرة قدم تحت قيادة جوارديولا، بالأداء والنتائج وفاز بشعبية عالمية، تخطت حدود كتالونيا وإسبانيا، وإن مانشستر سيتي يقدم الآن أفضل كرة قدم بالأداء والنتائج، ويحصد شعبية عالمية أيضاً.
وسبق أن أوضحنا الفارق بين قوة مانشستر يونايتد في زمن سير أليكس فيرجسون وبين قوة مانشستر سيتي تحت قيادة جوارديولا، وكيف أن قوة اليونايتد كانت الكرة المباشرة بكل ما فيها من دقة وقوة ولياقة وتنظيم. بينما قوة السيتي تكمن في تقديم لعبة معقدة تبدو سهلة، وتقديم جمل جماعية إبداعية ومبتكرة، ممزوجة بمهارات فردية مميزة للغاية.
ترى هل هذا الفارق واضح أم أنه يحتاج إلى مزيد من التفسير؟
***
برشلونة كان ملكاً متوجاً بالابتكار والإبداع وبأسلوب «تيكي تاكا»، وريال مدريد كان ملكاً منافساً أيضاً بكرته المباشرة، مثل يونايتد، ومانشستر سيتي ملكاً متوجاً بكرته الصعبة التي تبدو سهلة، وجميعهم يمتعون عشاق كرة القدم، وكذلك كان وسيكون ملوك كرة القدم في كل عصر.